
أجرت اللقاء: شيخة البهاويد
أكدت الناشطة الحقوقية في شؤون المرأة خديجة الشمري، أن المجتمع الكويتي يحتاج الى إعادة صياغة المفاهيم الاجتماعية، التي لا تعطي للمرأة حقوقها تحت إطارات هلامية تتمدد وفق المزاج والحالة وهي «العيب والحرام والفشلة».
وأضافت في حوار مع «الطليعة»، أن المرأة الكويتية تعيش حالة من التداخل في الهوية، مشيرة إلى أنها في كثير من الأحيان تعي حقوقها وواجباتها، لكنها خاضعة للسطوة الذكورية، بصورة أو بأخرى، والأسوأ هو أن تكون المرأة مدافعة بشراسة لهذه السطوة، وتعمل على تعزيزها بمختلف المجالات، بدءاً من دائرة الأسرة إلى العمل والدراسة والحياة العملية.
قضايا عديدة تناولها اللقاء، وفي ما يلي التفاصيل:كيف ترين وعي المرأة الكويتية بحقوقها؟
ـ المرأة الكويتية تعيش حالة من التداخل في الهوية.. ففي كثير من الأحيان نجدها تعي حقوقها وواجباتها، لكنها خاضعة للسطوة الذكورية، بصورة أو بأخرى، والأسوأ هو أن تكون المرأة مدافعة بشراسة لهذه السطوة، وتعمل على تعزيزها، بمختلف المجالات، بدءاً من دائرة الأسرة إلى العمل والدراسة والحياة العملية .
إعادة صياغة
● ما تقييمك لمستوى حقوق المرأة في الكويت، وتوافقها مع الاتفاقيات الدولية؟
ـ نحن بالتأكيد نحتاج إلى إعادة صياغة لمفاهيمنا الاجتماعية، التي لا تعطي للمرأة حقوقها تحت إطارات هلامية تتمدد وفق المزاج والحالة، وهي «العيب والحرام والفشلة»، بالإضافة إلى الحاجة الملحة لإعادة غربلة القوانين المدنية، كي تتسق مع ما تم التوقيع عليه من معاهدات واتفاقيات، وهذا جهد على المرأة ذاتها أن تبذله إن كانت جادة في رغبتها في المساواة والاستقلال.
● ما مظاهر التمييز ضد المرأة في الكويت؟
ـ التمييز ضد المرأة له أكثر من جانب، فهناك جوانب قانونية لا تخفى على أحد، أبرزها حق تمرير الجنسية للأبناء والزوج الأجنبي، كما هي الحال بالنسبة للرجل الكويتي، كذلك تولي المناصب القيادية في مجال القضاء والنيابة والمجالات المختلفة، التي لا تزال ترى أن للرجل امتيازات وكفاءات فطرية منذ النشأة .
أما من الجانب الاجتماعي، فنحن للأسف لا نزال نعاني التمييز في أبسط الأمور وأتفهها، بدءاً من عملية اتخاذ القرار، أياً كان هذا القرار، لابد أن يكون بمباركة ذكورية من الأب أو الأخ أو الزوج، فالمجتمع بشكل عام لا يرى المساواة الحقة إلا في الواجبات الأسرية والمنزلية، وفي حالتنا هي ليست مساواة، الوضع الحقيقي أن الزوج أو الأخ يعطي المرأة صلاحيات في تخليص احتياجات وطلبات المنزل، ويعد ذلك ديمقراطية وتساهلاً !
المبادرة الصادقة
● هل هناك حركة حقوقية نسائية في الكويت؟
ـ بالتأكيد، توجد رائدات سهَّلن علينا حياتنا ومهَّدن لنا الطريق، للحصول على حقوقنا، بشكل جزئي أو كلي، ولأننا لسنا بصدد ذكر إنجازاتهن، وترك هذه المهمة للصديق العزيز «غوغل»، أود أن أنوه بأن المطالبة بحقوق المرأه لا تقتضي النزول للشارع والاعتصام على الدوام، فالمبادرة الصادقة يمكن أن تنطلق من المنزل، حينما تناصر الأم ابنتها وزوجة ابنها وأخت زوجها، وتجعل لرأيهن احتراماً وأهمية، فهي بذلك تضع حجر الأساس في أسرتها، الذي يقوم عليه البنيان الاجتماعي الحقوقي.
● ما الدور الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في سبيل رفع التمييز ضد النساء؟
ـ المبادرات الفعالة هي التي تلامس الأفراد، وتغير من قناعاتهم، لكننا لا نزال في المجتمع المدني نعمل وفق الدائرة الضيقة التي تقتصر على النخبة المؤيدة لنا، تحاشياً للصراع والرفض الاجتماعي، والمؤتمرات والإصدارات والمقالات تؤثر في نطاق أضيق مما نتخيَّل، كما أن الحراك المدني الفعلي يتطلب جهوداً مكثفة لدراسة المجتمع والتمعن في العوامل المؤثرة في آرائه وتوجهاته، لصنع قالب يدعم قضايا المرأه يتوافق مع خصوصية مجتمعنا الفكرية.
• ما دوركن، كناشطات في حقوق الإنسان، في التوعية؟
ـ الدور الحقيقي، هو الذي يبدأ بعد الدراسة الاجتماعية المنهجية، التي سبق أن ذكرتها، عدا ذلك، فهي محاولات ومبادرات فردية بالنسبة لي، نحن نتطلع إلى مستقبل أفضل ونعمل جاهدات لتحقيق ذلك.