ما إن يحل شهر رمضان المبارك، حتى تكون قائمة «بوسليمان» جاهزة مطبوعة ومعلقة، تحدد أيام رمضان، ومقابلها التاريخ الميلادي وأسماء الأشخاص المعنيين بإخطار «غبقة» رمضان، وتتوزع الأسماء على مدار ليالي الشهر الكريم لرواد الديوانية.
لا يمكن تحديد تاريخ بدء هذه العادة بالتحديد، لكنها بدأت منذ عقود من الزمن، بدايتها كانت بسيطة جدا، من دون التزام.. متطوع (يُعتمد على المتطوعين في ذلك) يحضر كمية من البقوليات، إن أمكن، من باعة البقوليات في الجمعية.. قد تكون هناك ليال خالية من أي لقمة، عدا الشاي والقهوة.. نذكر أن «بوناصر» أول من باشر بتقديم الغبقة على أكمل وجه، شاملة كافة أنواع الأطعمة الساخنة والحلويات، ويُقال إنه جلب هذه الطريقة من ديوانية في الشامية، بعدها كرَّت السبحة، كما يُقال، وأزاحت الأطعمة الساخنة والأكلات الشعبية البقوليات، أو ما يصبر من الشبع، بقدر ما، ولو قليلا.. قد يكون ذلك في بداية الثمانينات، ومع توالي الأكلات الدسمة، ظهرت قائمة «بوسليمان» في ذلك الوقت، واستمرت حتى يومنا هذا، وكما كانت هناك درجات في قانون الجنسية الكويتية، من جنسية بالتأسيس أو وفق المادة الثامنة، أيضاً هناك تصنيف متعارف عليه في الجدول، ليس معتمداً على جنسية الشخص، بل على ما إذا كان الأكل المقدَّم من المنزل أو من إحدى شركات التغذية، وبالطبع الأكل من المنزل، هو ما يعادل الجنسية بالتأسيس.
وكما في جامعة الكويت، هناك ما يسمى «سحب وإضافة»، أيضاً في قائمة «بوسليمان» سحب وإضافة، لتعديل أو استبدال الأسماء في القائمة، فهذا الأمر مسموح ومبسّط، باتفاق الأطراف.
قائمة «بوسليمان» تذكرنا بأحبائنا الذين رحلوا عن دنيانا، أولهم المرحوم بوأحمد، الذي كان ينزعج ويتبرَّم طوال ليالي رمضان عند موعد «السحور» على الكمية المبالغ فيها في أنواع المأكولات، تبرم مستمر، ولكن أيضاً المنافسة مستمرة، رغم تبرمه.. فهكذا كانت تسير الأمور.
سيحل رمضان غدا، والقائمة معلقة، وذكرى أحبائنا الذين رحلوا كذلك..
كل عام والجميع بخير.