الرئيسية » آخر الأخبار » نادي الاستقلال.. 38 عاماً على الحل

نادي الاستقلال.. 38 عاماً على الحل

نادي الاستقلال قبل الحل
نادي الاستقلال قبل الحل

صادف يوم الاثنين الماضي (27 يوليو الجاري) الذكرى الـ 38 على الإعلان على حل نادي الاستقلال عام 1977، الذي كان مركزاً للقوى القومية والوطنية التقدمية، المنادية بالإصلاحات السياسية، والمدافعة عن النظام الديمقراطي وفق دستور 1962.

38 عاماً مضت، ونادي الاسقلال أسير قرار ظالم وغير قانوني، وجائر، اتخذ في سياق سيناريو هجمة تحالف السلطة والتيار الديني على الدستور والحريات العامة، وعلى الديمقراطية، وكل الحجج والذرائع التي استخدمت لتبرير جريمة ذلك التحالف بإغلاق النادي تفتقد لأدنى المقومات الدستورية والقانونية والشرعية، لتبقى بالتالي تجسيداً لحجم الخوف الذي كان يعيشه هذا التحالف مما يمثله نادي الاستقلال من سد وطني وجماهيري منيع أمام سيناريو الانقلاب على الدستور والهيمنة والتسلط على الكويت ومقدراتها وثرواتها.

قضية حية

38 عاماً، تؤكد التطورات والأحداث المحلية والاقليمية، التي سجلتها يوميات هذه الأعوام، كم كانت ساحتنا الوطنية تفتقد الدور الذي كان هذا النادي مؤهلاً للعبه وممارسته في الذود عن مستقبل الوطن والمواطن، والتصدي لتحالف بعض قوى النظام النافذة مع تيار ديني يفتي بتغييب العقل وقمع الرأي الآخر واغتصاب الحقوق.

منذ تصفيته وإغلاقه في عام 1977، وحتى اليوم، لا تزال قضية «فك أسر» نادي الاستقلال حية في ضمير الوطن، وضمير ووجدان كل من عاش مرحلته ومآثره من مؤسسيه وأعضائه ومناصريه، وكل من تلمس إنجازاته ونضالاته الوطنية، وكثيرة هي المحاولات والمطالبات التي جرت على مدى العقود الماضية، لحث الحكومة على التراجع عن قرار إغلاق النادي، لكن لم يكتب لها النجاح.

إن السكوت بعد اليوم عن موقف الحكومة وعنادها في الاستمرار بإغلاق نادي الاستقلال، وعدم فك قيود أسره ليستعيد حريته، يصنف في خانة «الساكت عن الحق شيطان أخرس».

إن الساحة الكويتية أحوج ما تكون إلى استعادة توازنها الوطني، الذي اختلت معاييره بإغلاق نادي الاستقلال، هذا التوازن من شأنه إعادة الحيوية الوطنية إلى سابق عهدها، وعلى الصعد الاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية كافة.

وحتى لا تبقى قضية إغلاق نادي الاستقلال «جريمة بحق الوطن» تتجلى تداعياتها أمام أعيننا في الفوضى العارمة التي تعيشها الكويت، من فساد ينخر عظام الدولة بكل مؤسساتها، أو كوارث تتوالى أبطالها مجرد أشباح جاؤوا من كوكب آخر.. ومستقبل مجهول.. حتى لا نبقى كذلك، فلنعمل سوياً لنجعل من استعادة نادي الاستقلال لحريته وفك أسره قضيتنا الوطنية، وبامتياز، اليوم قبل الغد.

عصر جديد

فمع تأسيس نادي الاستقلال، بدأ عصر جديد للحراك الوطني والشعبي في الكويت، وهي في مستهل عمرها الاستقلالي، وبرز نشاط النادي بشكل مكثف، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل تعداه إلى المحيط العربي أيضاً.

وكان من أبرز مواقف نادي الاستقلال الوطنية، بعد مرحلة الإشهار، دوره المميز في التوعية وصناعة الموقف الشعبي ضد اتفاقيات المشاركد النفطية في أوائل الستينيات من القرن الماضي، وما أدى إليه ذلك من تحرير ثروة البلاد النفطية، كما شكلت ندوات الاثنين، التي كانت تقام أسبوعياً حول شؤون الساعة، محلياً وعربياً، العنوان الأبرز لمسيرة نادي الاستقلال، الثقافية والأدبية والسياسية والاجتماعية.

بهذه المواقف والندوات، حمل النادي شعلة التنوير والتقدم في الكويت، من خلال الحضور الجماهيري الواسع والمشاركة الشعبية الفعالة، حتى أصبح صرحاً وطنياً لفت أنظار الزوار من خارج الكويت، كان آخرهم الزعيم اللبناني الراحل كمال جنبلاط.

لقد مارس النادي دوره الوطني على أكمل وجه، فكان الملتقى الثقافي الأول في الكويت، الذي نوقشت فيه مختلف القضايا المحلية والعربية من قبل رواد الفكر والسياسة والمختصين والأكاديميين، في الكويت والوطن العربي، وشهدت قاعة محاضراته حشوداً لم تحظ بزخمها قاعة أي ناد أو جمعية أخرى.

هكذا، شكّل نادي الاستقلال إحدى الركائز الأساسية للعمل الوطني الديمقراطي في الكويت، وكان مركزاً لتجمع المستنيرين في الكويت من مختلف الشرائح والفئات، من حضر وبدو وسنة وشيعة، من دون تمييز، ليصبح المعبّر الصادق عن تطلعات الحركة الوطنية، وعن تطلعات الكويتيين إلى المشاركة الفاعلة في مجتمعهم، وفي الحياة العامة.

ملتقى وطني

أربعة عشر عاماً، هي فترة عمر النادي، استطاع من خلالها أن يكون مركزاً لاهتمام الفئات المختلفة في المجتمع الكويتي عبر إقامة الفعاليات الثقافية والسياسية، وتحول النادي خلال فترة قصيرة من مركز لممارسة هذه النشاطات إلى ملتقى للعناصر الوطنية تطرح فيه كل الآراء.

ولقد تناول النادي القضايا الرئيسة للواقع الكويتي، التي لم تقتصر على جانب معين، بل امتدت لتتناول تأميم النفط والقضايا الاقتصادية، إضافة إلى القضايا التربوية والاجتماعية وغيرها. وتوسعت نشاطاته لتشمل البعدين الخليجي والعربي، مما أكسبه ثقلاً كبيراً بين الأوساط الوطنية والقومية والتقدمية. ومن يتابع النشاطات والفعاليات التي أقامها النادي يدرك هذا الأمر بكل وضوح، خصوصاً من ناحية خوضه معركة الدفاع عن الدستور والديمقراطية في الكويت.

فقد جاء في قرار إشهار النادي أنه «تطبيقاً لأحكام القانون 24 لسنة 1962، أصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قرار إشهار نادي الاستقلال، ومقره مدينة الكويت، والمسجل برقم 21 أندية وجمعيات نفع عام، بتاريخ 28/12/1963 لمدة غير محددة، وذلك لتحقيق الأهداف التالية:

ـ خلق مواطنين صالحين عن طريق نشر الوعي الثقافي والاجتماعي.

ـ توثيق عرى التعاون التام بين أعضاء النادي أنفسهم ومختلف الهيئات في البلاد.

محاضرة للزعيم اللبناني كمال جنبلاط عام 1975
محاضرة للزعيم اللبناني كمال جنبلاط عام 1975

أبرز نشاطات نادي الاستقلال

● ندوة بعنوان «اتفاقية تنفيق عائدات النفط»، يوم الثلاثاء 22 أبريل 1965، وهي أولى ندوات النادي الثقافية لهذا الموسم، تحدث فيها د.أحمد الخطيب.
● ندوة بعنوان «الاحتياطي العام والقروض»، يوم الثلاثاء 11 مايو 1965، تحدث فيها جاسم القطامي وعبد الرزاق الخالد، وهدفت إلى توضيح هذا الموضوع من خلال الأرقام والدراسات.
● ندوة بعنوان «المستوى المعيشي للمواطن»، يوم الثلاثاء 15 يونيو 1965، تحدث فيها رئيس نادي الاستقلال ورئيس تحرير «الطليعة» سامي المنيس.
● الجمعية العمومية لنادي الاستقلال تعقد اجتماعها السنوي للاستماع إلى تقرير مجلس الإدارة السنوي ومناقشة الميزانية وانتخاب مجلس إدارة جديد للنادي يوم الخميس 9 يناير 1966.
● ندوة بعنوان «حكم القانون»، شارك فيها المحامي محمد مساعد الصالح، والمحامي راشد عبد الله الفرحان، يوم الاثنين 29/1/1968.
● محاضرة لرئيس تحرير جريدة «الهدف» البيروتية الكاتب غسان كنفاني، بمناسبة ذكرى 15 أيار، ذكرى اغتصاب فلسطين قبل 22 عاماً، وذلك يوم السبت 16 مايو 1970.
● محاضرة بعنوان «الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية عام 1970 ورد المقاومة العربية عليها»، ألقاها «أبو همام»، أحد المسؤولين العسكريين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يوم الجمعة 5 يونيو 1970.
● نادي الاستقلال يصدر بيان استنكار حول الأحداث الدامية في البحرين، في 25 مارس 1972، حيث قامت السلطات البحرينية حينها بإطلاق النار على المتظاهرين من عمال المطار والمستشفيات، وسقط 12 شهيداً معظمهم من الطلاب، كما اعتقل عدداً آخر من هؤلاء العمال.
● ندوة بعنوان «الميزانية العامة للدولة»، وذلك يوم الاثنين 2 يوليو 1972، وتحدث فيها النائب عبد الله النيباري وأحمد النفيسي، حيث ألقيا الضوء على السياسة المالية للدولة، وكانت المرة الأولى التي تناقش فيها هذه القضية وانتخاب مجلس إدارة جديد في 21 ديسمبر 1972.
● نادي الاستقلال يدعو الهيئات والتنظيمات الشعبية والمهنية في الكويت إلى اجتماع في مقر النادي، يوم 10 فبراير 1973، لمناقشة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية في الوقت الحاضر، وحملة الاعتقالات التي يتعرض لها المناضلون الفلسطينيون في الأردن، وحملة الاعتقالات الشعبية الكويتية للتضامن مع شعب فلسطين وإيران وعمان.
● مهرجان خطابي في النادي أقامته الاتحادات الطلابية والهيئات الشعبية حول مؤتمر جنيف ومفاوضات الاستسلام الجارية في المنطقة العربية، والإعلان عن استعداد الطلاب للإضراب بهذه المناسبة.
● ندوة بعنوان «الغلاء في الكويت»، يوم الاثنين 11 فبراير 1974، شارك فيها النائب عبد الله النيباري، وعلي الوزان، ومحمد القاضي.
● ندوة لنادي الاستقلال، يوم الأربعاء 11 ديسمبر 1974، حول برنامج العمل الوطني لمرشحي نواب الشعب، قدمها عبد العالي ناصر، وشارك فيها د.أحمد الخطيب.
● محاضرة بعنوان «الأبعاد العسكرية للاتفاقية المصرية – الإسرائيلية في سيناء»، ألقاها المقدم الهيثم الأيوبي، يوم الأربعاء 22 أكتوبر 1975.
● اجتماع الجمعية العمومية لنادي الاستقلال، يوم الأربعاء 29 ديسمبر 1975، وإقرار التقريرين الإداري والمالي، وقد جرى انتخاب مجلس إدارة جديد، حيث فاز بالتزكية كل من: أحمد النفيسي رئيساً، وعبد الله السبيعي مديراً داخلياً، وعبد الله النيباري نائباً للرئيس، وعبد المحسن الفرحان أميناً للسر، وراشد الفرج أميناً للصندوق، وغازي الجاسم عضواً، وطلال السعيد عضواً.
● محاضرة للزعيم الوطني اللبناني رئيس حزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط حول أهداف المعركة التي تخوضها القوى الوطنية التقدمية في لبنان ضد التحالف الإمبريالي الصهيوني مع اليمن الطائفي، والمؤامرة الانعزالية ضد شعب لبنان ووحدة وطنه، وضد الثورة الفلسطينية.

حضور كبير في أحد أنشطة النادي
حضور كبير في أحد أنشطة النادي
قوات الأمن تحاصر نادي الاستقلال في يونيو 1976
قوات الأمن تحاصر نادي الاستقلال في يونيو 1976
Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.