الرئيسية » محليات » الأقدار!

الأقدار!

نتذكر «الأقدار»، هذا المسلسل الذي أُنتج عام 1977، زمن العطاء الفني المميَّز، بعد «درب الزلق»، الذي أبدع فيه الفنانون الذين قاموا بأدوارهم.

«الأقدار» كان يضم أغلب شخصيات «درب الزلق»، ومنهم الفنان المميَّز، الذي عادة ما يلعب دور الفتى البسيط في تفكيره وتصرفاته، الفنان سمير القلاف، في دور «مرعوب»، الذي يعمل لدى «خليفة الدهان» الفنان الكبير سعد الفرج، ولفرط سذاجته يتلقى مرعوب الصفعات والتقريع من عدة أطراف، من الدهان، ومن حمود الطواش الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، ومع ذلك لم يخرج مرعوب عن دوره في تصرفاته الصبيانية البسيطة أو حركاته أو تعبيرات وجهه، فقد سخَّرها جميعاً لإجادة دوره كإنسان ساذج وبسيط لا يعي من أمر الدنيا ومشاكلها الكثير.. يتلقى الصفعات لأنه لم يستطع معرفة أين يذهب خليفة الدهان بناءً على توصية حمود الطواش، ويتلقاها مرة أخرى، لأنه لم ينقل إليه ما يدور في مكان تجارة خليفة الدهان من أحاديث تجري هناك.

ربطت دور مرعوب بما دار في جلسة مجلس الأمة أخيراً من نقاش تجاه أحد الأعضاء، كانوا يتناولونه بالتقريع والتهديد بالضرب وغيرها من أدوات التهديد المصطنعة.. «مرعوب» بينهم، وعليهم – بقدر ما- إجادة الدور الموكل إليهم.. كلٌ يأتي بدوره في الحديث، والجميع نازل تقريع في «مرعوب المجلس» بطريقة أقرب إلى الهزل منها إلى الجد وتولي المسؤولية النيابية كما يفترض.

نعم، يمكن إضافتها للإنجازات التي يتغنى بها المجلس ليل نهار، إلا أن الفرق بينه وبين «الأقدار»، أن الأخير لاتزال حلقاته تُعرض، ولا تزال محل مشاهدة وإعجاب بالأدوار التي يؤديها الممثلون.

أما مسلسل المجلس، فلا مشاهدة ولا إعجاب.. وهذا هو قدرنا في هذا الزمن، أن نرى مجلساً على هذه الشاكلة من الأداء، غير أن ذلك ليس مهماً، فهو راجع لمن يحتل مقعده فيه، لكن أن يذهب الوهم بالبعض إلى القول إن هذا المجلس هو أفضل المجالس منذ بدء الحياة البرلمانية، فالأمر يحتاج إلى عيادة نفسية للعلاج.

(م.غ)

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.