
مما قيل في الأمثال “لأن تضـيء شمعـة خيـر مـن أن تنفق عمرك تلعـن الظـلام”.. وهذه المقولة ترجمتها “الطليعة” على أرض الواقع، فنحن هنا كنا ولا نزال، نقف على على مسافة واحدة من الجميع، ونهجنا كان منذ البداية الطرح المعتدل، وعدم التحيز لطرف على حساب الآخر، وحمل ملفات الأزمات الداخلية على أكتافنا، ومحاولة عرض القضايا وهموم الشارع الرياضي بشكلها الحقيقي، من دون تهويل أو تحجيم، من ثم عرض الحلول من وجهة نظرنا.
لقد حاولنا أن نضيء الشموع في ظلام ساحتنا الرياضية الذي تعيشه الكرة الكويتية.. فبعد أن كنا شمس الرياضة في المنطقة، أصبحنا في آخر الركب، ليس بسبب تخلفنا أو عجزنا أو.. الخ، بل بسبب توقف عقارب الزمن لدينا، فتوقفنا مكاننا نظن ونتصور أن الجميع سيتوقف معنا، ويبقى هو في الخلف وينتظر الإشارة منا، حتى يتقدم، وكانت النتيجة هي تراجعنا في شتى أنواع الرياضات.
منذ أول يوم لي في “الطليعة”، شعرت بأنني في جامعة أتعلم منها، فهي بالنسبة لي أكاديمية تعلمت منها الوقوف مع الحق، ونصرة كل من لا نصير له، ومن دون أي مقابل، وكنت أعمل وفق المبادئ الصحافية والمهنية، وواجهت مع زملائي ظروفاً صعبة كثيرة، وأقسى مما تتعرض له “الطليعة” الآن، لكننا كنا نؤمن بأن هذه ليست النهاية، إنما هي البداية لانطلاقة جديدة وأقوى من سابقتها، فمن رحم الأزمات تولد وتخلق الإبداعات، ونتذكر دائماً قول الله تعالى في محكم تنزيله “وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم”.
لقد عوَّدتنا “الطليعة” على النهوض بعد كل أزمة تتعرض لها، وهذا النهج هو نهج أسلافنا، ولا يمكننا الخروج عن نطاق مَن سبقونا، وما نحن إلا جيل نحمل نفس الفكر والقلب في حب كل ما من شأنه أن يرتقي بالصحافة الكويتية والرياضة بشكل خاص، وهذا ما سينعكس، من دون شك، على وطننا الكويت التي تجمعنا.
من هنا، نتمنى أن تسود المحبة قلوب كل مَن هم في ساحتنا الرياضية، وأن نبتعد عن افتعال الأزمات لمصالحنا الشخصية، وأن تعود رياضتنا كسابق عهدها، كالشمس تنير سماء الرياضة الإقليمية.
وأن تضـيء شمعـة خيـر لك مـن أن تلعـن الظـلام.. ولنعمل بهذا المبدأ.