
كتب محرر الشؤون الثقافية:
طالب نقاد وأكاديميون بتأسيس أرشيف وطني للدراما الكويتية، وتوثيق مسيرة الحركة النضالية للرموز الوطنية في البلاد، مسرحياً ودرامياً، وخلق حراك فني وثقافي يناسب تطورات العصر، من دون إغفال التراث الممتد للفنانين الكويتيين الذين لعبوا دوراً طليعياً، وأسسوا لأعمال مسرحية وتلفزيونية جيدة.
ولفت المتحدثون إلى المسيرة الطليعية التي جسَّدتها بعض المسلسلات إبان بزوغ الديمقراطية والنهضة الكويتية على مستويات عدة، ثقافة وفناً ومسرحاً، وحراكاً سياسياً واجتماعياً، خلال الفترة التي جعلت الكويت منارة خليجيية، قبل أن يتغول أعداء الديمقراطية والمعادون للانفتاح، مشيرين إلى أن الشاعر فهد العسكر حاربته التيارات الظلامية، فيما سانده المستنيرون من أبناء الوطن، وتكرر الأمر مع كثير من الفنانين والأدباء.
تناول النقاد خلال ندوة أقيمت في المكتب الثقافي المصري كتاب رئيس قسم التلفزيون بالمعهد العالي للفنون المسرحية د.فيصل القحطاني، الذي حمل عنوان «الدراما التلفزيونية الكويتية»، وشهد الندوة عميد معهد الفنون المسرحية د.فهد الهاجري، والعميد المساعد د.راجح المطيري، ود.جاسم الغيث، والفنان ناصر كرمانى.
وأثارت الندوة، التي شارك فيها أيضا الكاتب عبدالعزيز السريع، ود.محمد زعيمه، أستاذ الدراما والنقد في المعهد العالي للفنون المسرحية، العديد من القضايا، أهمها أننا في أمسّ الحاجة إلى توثيق العملية الفنية، وإعداد أرشيف لجميع الفنانين بالكويت، حفظاً للتراث والتاريخ الفني.
عمل توثيقي
وقال د.فيصل القحطاني إن كتابه استغرق منه عدة أعوام، وحاول بالفعل، في إطار ما حصل عليه من معلومات، أن يوثق للحركة التلفزيونية في الكويت، إضافة إلى تحليله نماذج تلفزيونية.
من جانبه، أشاد السريع بالكتاب، مشيرا إلى رغبة الباحث الجادة في التحليل، مشيدا باختياراته لمسلسل الشاعر فهد العسكر للمصري مصطفى بهجت، ومسلسل دلق سهيل لبدر محارب.
وسرد العديد من التواريخ والحقائق عن بدايات التلفزيون الكويتي عام 1961، مشيرا إلى الدور الذي قام به المصريون في التلفزيون الكويتي، وخاصة بعد نزوح الكثيرين منهم إلى الكويت في أعقاب نكسة يونيو، فكان لهم الدور الكبير، ليس على مستوى الكتابة فحسب، بل على مستوى الإخراج والتمثيل وغيره.
قدرات تحليلية
أما الناقد د.محمد زعيمه، فأكد أن كتاب القحطانى يؤسس لتاريخ التلفزيون بالكويت، ويفتح المجال للكاتب ولباحثين آخرين للعمل على الدراما التلفزيونية، ليس على السيناريو فقط، لكن على الإخراج وعناصر العمل التلفزيونى الأخرى، من تصوير ومونتاج وغيرها، وحلل زعيمه الكتاب، الذي جاء فى أربعة فصول؛ الأول عن أسلوب الكتابة التلفزيونية، ورأى أنه يبدو تجميعا، لكن القحطاني تخطى ذلك إلى طرح رأيه، الذي أضاف للفصل وأعطاه قيمة.
أما الفصل الثاني، وهو التوثيق للحركة التلفزيونية في الكويت، فقد أشفق زعيمه على القحطاني، لأنه لا يوجد أرشيف لذلك، وكل ما هو موجود مجرد شذرات في صحف أو روايات شخصية لمعاصرين.
وأضاف زعيمه، أن الفصلين الثالث والرابع لهما أهمية توضح قدرة القحطاني التحليلية، حيث جاء الفصلان بعنوان السمات الفكرية، والآخر السمات الجمالية للكتابة التلفزيونية في الكويت، لافتا إلى أهمية الاهتمام بمرحلتين في تاريخ الكويت، هما مرحلة ما قبل النفط، ومثلها مسلسل فهد العسكر، ومرحلة ما بعد النفط، ومثلها دلق سهيل، كما برز الحس الوطني لفيصل القحطاني، لافتا إلى أن الكويت كانت أكثر حرية مما هي عليه الآن، والدليل على ذلك مسلسل فهد العسكر، الشاعر الكبير الذي حاربته جهات كثيرة، بل واتهم بفساد الأخلاق والكفر، لكن وقفت إلى جواره الرموز الوطنية والمستنيرون.