الرئيسية » محليات » «الصفاة».. مشروع ساحة مغلقة حتى يأذن الله

«الصفاة».. مشروع ساحة مغلقة حتى يأذن الله

ساحة الصفاة بالخمسينات.. من أكثر الأماكن حيوية في الكويت آنذاك
ساحة الصفاة بالخمسينات.. من أكثر الأماكن حيوية في الكويت آنذاك

كتب محرر الشؤون المحلية:
لا يعنينا في هذا المقام مغادرة وزير الأشغال العامة وزير البلدية السابق د.فاضل صفر الوزارة، وحلّ الوزير الحالي عبدالعزيز الإبراهيم محله، وكان ذلك في نهاية عام 2012، فما يعنينا فقط، هو أن في عهده (د.فاضل صفر) تم إغلاق ساحة الصفاة، وقبل ذلك التاريخ تم منع الناس، سواء من المتوجهين للأسواق القديمة، أو القادمين منها نحو أماكن أخرى، من المرور فيها.. المارة كانوا يستخدمون الساحة لعبور الشوارع العريضة، وتفادي السيارات المسرعة، ولاسيما باصات النقل من الشركة الحكومية أو الأخرى الخاصة.. فقد كانت الساحة تشكل معبرا مهما للمشاة، بدلا من الجري والمخاطرة في عبور الشارع.

سؤالنا هنا محدد؛ متى تم تسوير ساحة الصفاة بغرض تطويرها وتحسين منظرها وفق مخطط تطوير المدينة؟

تصريح مدير البلدية

بالعودة للتواريخ، نقرأ تصريح مدير عام بلدية الكويت م.أحمد الصبيح في وكالة الأنباء الكويتية في 9/6/ 2011، يعلن فيه أن «البلدية ممثلة بإدارة الإنشاءات تسلمت موقع ساحة الصفاة من إدارة أملاك الدولة بوزارة المالية، وذلك لتنفيذ أعمال تطويرها وتجميلها ضمن عقد تطوير وتجميل الأسواق والساحات، وأن ساحة الصفاة هي المنطقة المحصورة بشارع علي السالم وشارع فهد السالم وشارع أحمد الجابر وشارع عبدالله السالم وشارع الجزائر في العاصمة، وأن مشروع التطوير تم توقيعه في نهاية شهر يناير الماضي، بقيمة ثلاثة ملايين و17 ألف دينار، ويمتد التنفيذ لمدة سنتين، وقد تم البدء في أعمال التصميم لتطوير الساحة لتكون عنصراً جاذباً للمواطنين والمقيمين».

ونستخلص من تصريح مدير عام بلدية الكويت هذا، أهمية الساحة كمنطقة عبور للمشاة، لأنه من خلال المرور فيها تؤدي إلى خمسة شوارع رئيسة في المدينة، وكما قلنا، يسلكها المارة للتوجه من هذا الشارع لآخر.. وأيضا نستخلص من التصريح، أن قيمة عقد التطوير أكثر من ثلاثة ملايين دينار، على أن تنجز خلال 730 يوماً.

فقط للعلم استاد الجوهرة في جدة تم إنجازه في 390 يوما!

لا بأس، هذا المشروع كحال مشاريعنا الأخرى يسير على مبدأ «في التأني السلامة»! المهم تم تسوير الساحة، ولا يمكن المرور منها منذ عام 2011، ومرَّ عام 2012، وعام 2013، وانتصف عام 2014 وحتى الأسبوع الماضي لاتزال مسورة ولم يتم افتتاحها، والمشاة يعبرون مسرعين الشوارع الواسعة، ومن يرتدي الزي الوطني (الدشداشة) عليه رفعها عند العبور، حتى لا يتعثر ويقع في الشارع، على عكس من يرتدي البنطلون من المقيمين، فالعملية أكثر سهولة بالنسبة له.

تصريح لمصدر آخر

خذوا آلة حاسبة واحسبوا الأيام، منذ تسوير الساحة حتى يومنا هذا، آمنا بأن شعار مشاريعنا هو «بالتأني السلامة»، ولكن ليس بهذا الشكل! ثم ما هي مكونات التطوير والتجميل التي تحدَّث عنها الصبيح في تصريحه السابق؟

هي زراعة مساحات، وتمديد إنارة وتغيير الأرضيات، وإعادة ترتيب النافورة في الساحة.. وليس بناء أبراج أو ناطحات سحاب أو استاد رياضي والعياذ بالله..! مجرد أعمال لو كانت في دولة جادة أخرى لتم الانتهاء منها بشهرين، ولنكن أكثر كرماً حاتمياً ونقول ستة أشهر، بل لنقل سنة ونبسط أيدينا بكل كرم، ولكن لا أن نصل إلى هذه المدة والساحة مغلقة حتى هذا اليوم.

وأخيراً، ظهر تصريح آخر من «مصدر» في بلدية الكويت، لم يعلن عن اسمه، بتاريخ 2014/2/15، ليتحدث عن خطة تطوير العاصمة وتجميل الساحات والأسواق، وعن سير المشروع وفق المخطط الزمني المحدد له، وعن أن مشروع تطوير ساحة الصفاة تم توقيع عقده في عام 2011، بمبلغ 3 ملايين و17 ألفا، (جيد أن المبلغ لم يزد) ومدة التطوير سنتان وتشمل الأعمال – وفق المصدر المسؤول- «التبليط وإنشاء وتوزيع المقاعد العامة، وسلات المهملات، ومواقع المرور والمظلات والزراعة».. الله أكبر، كل هذا التطوير والمكونات خلال سنتين؟! سنصبح محل حسد الصين واليابان على سرعة إنجاز هذا المشروع!
ولم ينته تصريح المصدر المسؤول بعد، ونكرر أنه نشر في 2014/2/15، حيث يقول الخبر «وبيَّن المصدر أن البلدية قد شكَّلت لجنة خاصة لمتابعة العقود المبرمة بطريقة مباشرة مع الشركات المنفذة للمشروع، وسيتم إصدار إنذارات في حال التأخير في تنفيذ بعض مراحل المشاريع، مؤكداً جدية البلدية في توقيع الغرامات على المقاولين المتعثرين في التنفيذ».

تصاريح متضاربة

«ارسوا على بر» يا بلدية! مرة تقولون إن تنفيذ المشروع يسير وفق المخطط الزمني، ومرة أخرى إن هناك تأخيرا، وستحمر عين البلدية وتزأر بملء صوتها لتخويف المقاولين على التأخير في هذا المشروع الخطير.

هل بقي حديث لنا بعد؟

مشروع ليس ملياريا، بل صغير الحجم ماليا، ومكوناته ليست بالمعقدة، ولكن حاله لا يختلف عن المشاريع الأخرى وقائمتها طويلة وروائحها تزكم الأنوف.. والمشاريع الآن موزعة على عدة جهات وليس جهة واحدة منها بلدية الكويت.. وإذا كان مشروع ساحة الصفاة مهما ليس للتجميل، بل لعبور المارة الذين يرتادون الأسواق ويخاطرون بعبور الشوارع المحيطة بها، فإن هناك مشاريع أخرى أكثر أهمية، ولاسيما في مجال الصحة العامة.. من مراكز طبية وغيرها، فهناك أعداد من المرضى لا يجدون سريرا واحدا في بعض المستشفيات، وكم هي مؤلمة «التغريدة» التي نشرتها سيدة عن والدها، تقول فيها «رجل عمره ثمانون عاماً كان وزيرا في السابق وعضواً في البرلمان ولم نجد له حجرة في المستشفى الأميري»!

متى تتحرَّك الضمائر، ويتم القضاء ولو على قدر بسيط من الفساد المستشري في كل مكان؟

ساحة الصفاة قبل ان تقوم البلدية بتسويرها تمهيدا لتجميلها!
ساحة الصفاة قبل ان تقوم البلدية بتسويرها تمهيدا لتجميلها!
Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.